طابور العيش وعلاقته بالطابور الخامس
الطوابير هي جزء أساسي من كل خدمة أو كل عملية تصنيع
كان من أشهر الطوابير طابور الجمعيات التى أنشئت فى عهد الرئيس / جمال عبد الناصر كان الوضع الاقتصادي وقتها هو النظام الاشتراكي واستمرت قليلا فى عهد الرئيس / محمد أنور السادات حتى تم تطبيق نظام الانفتاح الاقتصادي وبانتهاء الاشتراكيةانتهت طوابير الجمعية ثم جاء عهد الرئيس المبارك وظهر طابور أكثر ضراوة من طابور الجمعية وهو طابور العيش ... الذى أصبح نوع من الجهاد في وقتنا الحالي .... وكان لابد أن تقف من الفجر لتحجز مكانك فى الطابور ... وهناك مثل مصرى ( عض قلبي ولا تعض رغيفي ) وللي فكرني بهذا المثل ...انه لا يوجد فى مصر حد من الجيران يسلفك ربع رغيف عيش .... كان هناك ضرب وأهانه حتى رأيت احد الأشخاص يضرب حتى مات وفارق الحياة من اجل رغيف عيش ... كنت أذهب الى الفرن فى الساعة الثانية صباحا لكي أضع ألكرتونه خاصتي واحجز بها مكان ... وكان كل زملاء الطابور يعرفون بعضهم البعض وكل واحد معروفة كرتونته واستمر هذا الجهاد من اجل الحصول على العيش حتى سمعنا كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا تناشد الحكام العرب الى مزيد من الحريات والإصلاحات وعلى فكرة إنشاء شرق أوسط جديد ومن يومها كان الإصلاح الذى اتخذه الرئيس المبارك وحكومته الذكية هو إنشاء منافذ لتوزيع العيش وفصل الفرن عن المنفذ وكل منطقه لها منفذ والتحكم فى الكميه وكل عائلة لها شنطة عيش بها 15 رغيف ولا تستطيع إن تشترى من منفذ أخر ... تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ... المنفذ يحصل على راتبه من المتعاملين مع المنفذ وتحميلنا أربعة جنيهات شهريا زيادة على ثمن العيش وانتقل الطابور من أمام الفرن الى المنفذ المبارك ومش عايز أتحدث عن شكل الجمهور يبقى عامل ازاى الصبح وهناك أماكن بعد كده بدأوا يوزعوا العيش علي المنازل.
هذه هى الإصلاحات التى قامت بها الحكومة الذكية ... فهناك فئة قليلة تهادن الحاكم وتصور له أن الأمور مستقرة والأمن مستتب والإخوان المسلمين والسلفيين فى السجون وكل واحد من المصريين عنده عربية وعايش عيشه هنيهة والوضع تمام ... حتى قام الشباب بثورة 25 يناير واسقطوا الدولة البوليسية ... إن اللوبى الصهيوني الأمريكي له الآن في مصـر أكثر مما لنا وأصبح لهم النصيب الأكبر في إعلامنا ، ولا تخلو جريدة قومية الآن من أحد أفراد الطابور الخامس ممن خانوا الأمانة وباعوا الشرف وبدلوا الذمة ، وفي الفترة الأخيرة نراهم يتصرفون دون مواربه وقد خلعوا برقع الحياء وقد تصوروا أن الأمور قد أستقرت لهم بعدما ذاقوا مكاسب الخيانة ورفاهية العمالة . نراهم يهاجمون الإسلام فى كل صورة وبطريقة استفذاذيه رأيت هذه الفئة في الإعلام المصري تطل الآن وبعنف من بين صحافتـنا القومية وقنواتـنا التليفزيونية الفضائية وللأسف يطلق عليه مسلمين ... لك الله يامصر
والى لقاء أخر أن شاء الله